كيف تَغَنَّى «صوت العرب» بسيد إفريقيا بعد «العاشرة» .. ونهائي الوداد «غير مُعاد»
لماذا استدعاء الخطيب ويعقوب السعدي الآن؟ .. ولماذا هذا العنوان الموحي بأن أسراراً أحاطت بلقائهما الأول؟
ربما هو استثمار لتلك العلاقة التي جمعتني بهما معاً ولا زالت، والتي تسعدني قطعاً .. ولما لا؟
استثمار حالة الفرحة التي تعم أرجاء مصر بعد تأهل الأهلي إلى النهائي الإفريقي لمواجهة الوداد؟ .. طبيعي وإن لم أفعل ذلك، فأنا لا أجيد أبجديات المهنة.
إذن دعونا من التساؤلات، ولنبدأ على الفور.
إذن لنبدأ بخبر. يعقوب السعدي «أهلاوي» قلباً وقالباً وهوىً وهوية ومحبة، بل إن الأهلي هو الأقرب إلى قلبه في الوطن العربي كله، بعد أندية الإمارات بالطبع.
وما الجديد في ذلك؟ .. الجديد أنه لم يكن كذلك، لم يكن مغرقاً في محبة الأهلي بهذا القدر، حتى جمع بينه وبين الخطيب برنامج «القاهرة – أبوظبي» في العام 2017، وكان الخطيب أحد ضيوفه الدائمين، وكانا – الخطيب ويعقوب– يجتمعان في اليوم أكثر من عشر ساعات أحياناً، ما بين جولات خارجية في زيارة النجوم، والترتيب للحلقة واختيار اللقطات، والبرنامج نفسه، وكثيراً ما جمع بينهما الغداء أو العشاء، في أحد مطاعم القاهرة، أو في فيلا الخطيب في «كومباوند بأكتوبر».
كان التقارب بين الخطيب والسعدي، مؤثراً بدرجة كبيرة في اقتراب السعدي من الأهلي، رمزاً وكياناً، والحقيقة أن الخطيب، بما لديه من صفات، يسكن قلوب كل من يلتقيه من الوهلة الأولى، ويزداد اقتراباً مع طول العشرة بأروع خصال يتحلى بها الرجال.
والخطيب في الحقيقة لا يختلف عن هذه الحال التي تراه عليها في الإعلام، فهو شديد الحياء، لم يحدث مرة خلال لقاء معه أن تطرق إلى لفظ غير مناسب أو حتى شارك الحضور «نكتة» غير مقبولة، وهذه السمات أسكنته قلب السعدي، الذي زاد ارتباطه بالخطيب وبالأهلي، وفي الانتخابات التي فاز فيها الخطيب برئاسة النادي، جاء السعدي خصيصاً من الإمارات إلى مصر لمؤآزرته في الانتخابات، واحتفل الخطيب مع السعدي بنجاحه، في ضيافة يعقوب على نيل القاهرة.
كان مصدر سعادة لي أن أكتب عن الأهلي الكثير من التقارير والأفلام الوثائقية، وعند الافتتاح الجديد لقناة الأهلي أهديت «القناة» عدة نصوص كتبتها عن حب لكيان مصري، رفع اسم مصر رياضياً على مستوى إفريقيا والعالم، كما أباهي بالزمالك، قلعة مصرية رياضية عالمية، كتبت لها هي الأخرى، بذات الحب الذي كتبت به للأهلي.
وبعيداً عن «التحفيل» الذي لا أجيده ولا أحبه، فإن صعود الأهلي للنهائي الإفريقي كان متوقعاً من بطل بحجم الأهلي هو سيد إفريقيا بلا منازع، والنهائي القادم مع الوداد ليس معاداً ولا يخضع لأية تكهنات، أو لاستدعاء أرقام من المواجهات الأحد عشر التي جمعت الفريقين من قبل، ولا حتى النهائيات، وأعتقد أن التحدي الأهم للفارس الأحمر في تلك المواجهة هي الأجواء المغربية التي سيقام فيها النهائي، في ظل حالة من الشحن الجماهيري تصاعدت منذ إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراة الوداد وصن داونز، معلنا صعود الوداد.
أخيراً، يبقى النص الأبهى عن القلعة الحمراء هو نص «الأهلي دولة الأفراح»، الذي تغنى فيه يعقوب بحب الأهلي، سارداً قصته مع البطولات الإفريقية العشر، وهو نص يستحق أن يُقرأ.
بدأ النص بوصف الشارع المصري، ومنه انتقل إلى الحلم الأكبر لدى شريحة كبيرة من الناس، وهو الأهلي، قلعة الأفراح والانتصارات والأحلام، متسائلاً: كيف كانوا لو لم يكن فيهم
الأهلي، ومؤكداً: محظوظ شعب عنده الأهلي، وللنص حلقة بذاتها ننشره كاملاً.